فريد شوقي وهدى سلطان
فريد شوقي وهدى سلطان


وحش الشاشة: يا عالم أنا لا شرير ولا بلطجي !

الأخبار

السبت، 29 يونيو 2024 - 06:23 ص

في بدء اشتغالي بالسينما، كان أشد ما يثيرني السباب الذى كان يقابلني به رواد السينما بسبب تجسيدي للأدوار المكروهة، ولم أكن أعلم السبب حتى تلقيت رسالة من صديق قديم ينصحنى فيها بتغيير أدوارى الفنية، لأن الناس أصبحت تقرن اسمي بالشرير والنصاب والمحتال والمزواج ، لكنى لست شريراً أو مجرماً، ويعلم الله والمقربون منى أننى رجل طيب إلى حد السذاجة ولا أضمر شراً لأحد، وأحب الخير للناس، وما ذنبى وقد وهبتنى الطبيعة الاستعداد لتمثيل هذه الأدوار المكروهة، وإصرار المخرجين على صلاحيتى لتمثيلها؟! 

سخط الجمهور على أدواري السينمائية يفسر بلغة الفنانين على أنه نجاح بعيد المدى، وهذا النجاح يتخلله كثير من الطرائف التى أروى لكم بعضها: 

دعانى أحد أصدقائي الفنانين لتناول العشاء فى منزله، ذهبت فى الموعد فلم أجده، فتح لى خادمه غرفة الاستقبال، ولاحظت أن الخادم يراقبنى بشكل ملحوظ فإذا قمت لأتفرج على صورة اقترب منى وهو ينظر إلى يدى، وإذا أمسكت بجريدة نظر إلىّ نظرة فيها معانٍ لم أستطع تفسيرها، ووصل صاحب البيت وبعد أن حيانى ناداه خادمه وهمس فى أذنه ببضع كلمات جعلت صديقى يغرق فى الضحك، ثم قال لى: «هل تعرف ماذا كان يقول لى ؟ أراد أن يبرهن على يقظته فما أن رآك تحضر، حتى أغلق جميع الدواليب وغرف الشقة بالمفاتيح، وجلس يراقبك خوفاً من أن «تلطش» شيئاً من المنزل»!

◄ اقرأ أيضًا | تشييع جثمان سهير ترك أرملة الفنان الراحل فريد شوقي.. اليوم

وأتذكر أننى تأخرت ذات مرة عن موعد الذهاب إلى الاستديو وكانت سيارتى فى ورشة الميكانيكى للتصليح، فأسرعت لركوب تاكسی لكن السائق اعترضنى وهو يقول: «نعم؟.. يا فتاح يا عليم!».. فقلت: «عايز أركب»..

فقال «ليه ؟ عامل جريمة وعايزني أهربك ؟!».. قلت بدهشة واستغراب «جريمة إيه يا راجل أنت، أنا عايز أروح الاستديو».. فقال وكأنه محقق يستجوبنى «وجای منین دلوقتی؟».. قلت: «وانت مالك، من امتى بتحقق مع الزباين؟».. فقال بجليطة «الزباين اللى زيك أحقق معاهم عشان خايف أخش في سين وجيم» ..

قلت وأنا أحاول ضبط النفس «سين وجيم إيه، هو أنا أعرفك ؟».. قال «لا ما تعرفنيش، بس أنا أعرفك من السيما، وشغل البكش والأونطة اللى بتعمله على الستات الغلابة ما ينفعش معايا».. ولم تفلح جهودى فى إقناع الرجل بأن هناك فارقاً بين حياتى كممثل وبين حياتى الخاصة !

- وعندما تزوجت من هدى سلطان، دق جرس التليفون فى منزلنا وتحدثت إليها سيدة لا تعرفها وقالت لها: «أنا آسفة، لسانى مش قادر يطاوعنى على تهنئتك، ربنا يهديه ويعاملك كويس»، سألتها زوجتى: «ليه.. هو فيه حاجة؟» .. فقالت: «انتى متعرفهوش، متفرجتيش على أفلامه، روحى شوفيها وانتى تعرفى اتجوز مين ومين.. ونصب على مين وخد فلوسهم، ربنا يعينك !».. وضحكت هدى سلطان .. وعندما روت لى ما سمعت.. كدت أبكى !

فريد شوقى  «الفنون» - 5 مايو 1953

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة